امتلاء ذاكرة الهاتف بسبب مقاطع الفيديو مشكلة يعرفها الجميع، خاصة مع تزايد دقة الكاميرات وحجم الملفات. الحل ليس بحذف الفيديوهات أو التخلي عن ذكرياتك، بل باستخدام أسلوب بسيط يجعلها أصغر حجمًا دون التأثير على وضوحها. بضع خطوات فقط، وستتمكن من توفير مساحة، تسريع إرسال الملفات، وتحميل المحتوى بسرعة أكبر، وكل ذلك من هاتفك مباشرة.
ملخص
- تستهلك مقاطع الفيديو مساحة تخزين كبيرة بسبب الإطارات عالية الدقة وبيانات الصوت، خاصةً بدقة 4K أو بمعدلات إطارات عالية.
- يمكن أن تملأ مقاطع الفيديو غير المضغوطة مساحة تخزين هاتفك بسرعة، وتُبطئ الأداء، بل وتُسبب مشاكل في خدمات السحابة مثل صور جوجل.
- لتقليل حجم الملف، استخدم ترميز H.265، أو تطبيقات ضغط الفيديو، أو أدوات سطح المكتب مثل HandBrake أو VLC.
إذا كنت تُسجل الكثير من مقاطع الفيديو لحيواناتك الأليفة وأحبائك ولحظاتك الخاصة، فمن المُحتمل أن تكون ذكرياتك قد تسببت في نفاد مساحة التخزين لديك في وقت ما. هذا لأن مقاطع الفيديو تشغل مساحة كبيرة، ولكن لحسن الحظ، هناك حل بسيط – ضغط مقاطع الفيديو.
لماذا تستهلك مقاطع الفيديو على الهواتف مساحة تخزين كبيرة؟
ليس سرًا أن مقاطع الفيديو تشغل مساحة تخزين أكبر بكثير من الوسائط الأخرى مثل الصور أو الموسيقى. يعود ذلك إلى أن مقاطع الفيديو تتكون من العديد من الصور الفردية (تُسمى “إطارات”) التي تُلتقط كل ثانية – عادةً بمعدل 30 أو 60 إطارًا في الثانية (FPS) – مع تسجيل مسار صوتي في الوقت نفسه، مما يضيف بيانات أكبر.
على الرغم من أن إطارات الفيديو تُضغط بكفاءة أكبر من الصور المنفصلة بفضل كفاءة برامج ترميز الفيديو (ولأن دقتها أقل)، إلا أن مقاطع الفيديو عالية الدقة المُصوَّرة على هاتفك تستهلك مساحة كبيرة.
يعتمد حجم المساحة التي يشغلها الفيديو على إعدادات الكاميرا، ولكن يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ عند التسجيل بدقة 4K وبمعدل إطارات أعلى.
على سبيل المثال، يؤدي الانتقال من 30 إطارًا في الثانية إلى 60 إطارًا في الثانية إلى زيادة حجم الملف بنسبة 50-60% تقريبًا، كما تشغل دقة 4K ضعف مساحة التخزين مقارنةً بدقة 1080p.
ولتوضيح الأمر، يستهلك فيديو 4K المُصوَّر بمعدل 30 إطارًا في الثانية ما بين 150 و200 ميجابايت تقريبًا عند استخدام ترميز H.265/HEVC الأكثر كفاءة، أو ما بين 200 و250 ميجابايت تقريبًا عند استخدام ترميز H.264.
لذا، إذا كنت تُسجل فيديو مدته 5 دقائق فقط يوميًا على هاتف بسعة تخزين أساسية 128 جيجابايت مع 80 جيجابايت من مساحة التخزين المجانية، فلن يستغرق الأمر سوى شهرين إلى ثلاثة أشهر لملئه بالكامل.
ماذا يحدث عند عدم ضغط مقاطع الفيديو؟
كما هو متوقع، فإن تخزين مقاطع فيديو كبيرة على هاتفك دون ضغطها سيملأ مساحة التخزين لديك بسرعة. هذا يعني أنك ستضطر إلى حذف صورك ومقاطع الفيديو والتطبيقات والألعاب ونقلها إلى جهاز الكمبيوتر أو وحدة التخزين الشبكية (NAS) إذا كنت ترغب في تسجيل مقاطع فيديو جديدة.
هذا الإزعاج مُحبط في المنزل، ولكنه أسوأ إذا حدث في منتصف إجازتك، ولم يكن لديك منفذ لبطاقة SD أو أي وسيلة أخرى لتخزين ذكرياتك الجديدة الثمينة. بالمناسبة، يُمكن أن يكون محرك أقراص USB-C المحمول حلاً مثاليًا في مثل هذه الحالات.
مشكلة أخرى قد تواجهها مع قلة مساحة التخزين هي بطء أداء هاتفك مع امتلائها. إذا كانت المساحة شبه ممتلئة، فقد تبدأ بتجميد التطبيقات وتعطلها، بالإضافة إلى مشاكل في المزامنة. والنتيجة هي إجبارك على تحرير مساحة إما بحذف مقاطع الفيديو أو حذف تطبيقات أخرى، مثل التطبيقات والموسيقى والألعاب.
هناك مشكلة أخرى، وهي إمكانية نفاد مساحة التخزين على حسابك في جوجل إذا فعّلت النسخ الاحتياطي التلقائي على صور جوجل. بما أن مساحة التخزين على الصور مشتركة بين جميع خدمات جوجل، فهذا يعني أنك لن تتمكن من استلام رسائل البريد الإلكتروني والمرفقات، أو تحميل ملفات جديدة إلى جوجل درايف، أو حتى إنشاء مستندات جوجل دوكس جديدة حتى تُفرّغ مساحة أو تدفع اشتراك جوجل ون.
حتى لو لم يكن هاتفك ممتلئًا، فإن التعامل مع مقاطع الفيديو غير المضغوطة أمرٌ مُرهق. نظرًا لأنها تشغل مساحة أكبر بكثير، فإن تحميلها يستغرق وقتًا أطول ويستهلك المزيد من بيانات الجوال، سواءً كنت تُحمّلها على منصات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة أو غيرها من المنصات. بالإضافة إلى ذلك، تقوم تطبيقات التواصل الاجتماعي والدردشة دائمًا بضغط مقاطع الفيديو.
غالبًا ما تُقلل خوارزميات الضغط من جودة الفيديو بشكل أكبر بكثير مما لو ضغطته بنفسك أولًا. عند تحميل فيديو مضغوط مسبقًا، ستكتشف خوارزمية التطبيق أنه ملف أصغر حجمًا وقد تُطبّق ضغطًا إضافيًا أقل، مما يُحسّن الجودة بشكل عام.
ضغط الفيديو خيارٌ منطقي (وهو أسهل مما تظن).
أول ما يمكنك فعله لتقليل حجم ملف الفيديو هو الانتقال من ترميز الفيديو H.264 إلى H.265. يستخدم H.265 ضغطًا أكثر كفاءة، ويُقلل حجم الملف بشكل ملحوظ مع الحفاظ على جودة الصورة أو حتى أفضل.
مع ذلك، يُعدّ تغيير برامج الترميز جزءًا من الحل. فحتى مع H.265، تشغل مقاطع الفيديو مساحةً كبيرة، خاصةً إذا كانت بدقة 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية وطويلة. لحسن الحظ، تستطيع خوارزميات الضغط الحديثة إزالة البيانات المرئية المكررة أو غير الملحوظة مع تأثير ضئيل على جودة الصورة المُدركة.
يعود نجاح الضغط مع مقاطع الفيديو إلى أن تقنيات الضغط المتقدمة تُزيل البيانات المتكررة والأقل أهمية التي يصعب إدراكها أثناء الحركة.
إذا كنت ترغب في التضحية بجودة صورة أعلى قليلًا مقابل تقليل كبير في الحجم، مثلًا بنسبة 80-90%، يمكنك تطبيق ضغط أكثر قوة. هذا يعني خفض الدقة، وخفض معدل البت، وحتى خفض جودة الصوت. إذا كان هدفك هو مجرد الحفاظ على ذكرى ما، ولا يزعجك استخدام مقطع فيديو منخفض الجودة، فإنني أوصيك بهذا النهج.
بالنسبة لكيفية ضغط الفيديوهات، تتوفر العديد من برامج ضغط الفيديو على متجر Play. مع ذلك، معظم الإصدارات المجانية ليست مثالية للاستخدام نظرًا لكثرة الإعلانات. إذا كنت تُسجل الكثير من الفيديوهات، فننصحك باستخدام الإصدار المدفوع.
من ناحية أخرى، تُناسب الإصدارات المجانية الاستخدام العرضي أو إذا كنت تُخطط فقط لضغط الفيديوهات الطويلة. من بين الأدوات المجانية التي جربتها ووجدتها فعّالة: Inverse AI’s Video Compressor، وPanda Video Compress، وTarrySoft’s Video Compressor. فهي تُقلص حجم الملفات إلى النصف أو أكثر بسهولة مع تأثير ضئيل على جودة الصورة.
لكن ماذا لو أخبرتك أنه قد يكون هناك بديل أفضل للتطبيقات؟
يمكن للبرامج على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ضغط مقاطع الفيديو بشكل أفضل بكثير، بل وأسرع بكثير أيضًا. هذه طريقتي؛ في الواقع، لا أكلف نفسي عناء نقل مقاطع الفيديو المضغوطة إلى هاتفي إطلاقًا لأنني أفضل تخزينها على جهاز الكمبيوتر.
يُعد Handbrake وVLC (مشغل الوسائط الذي ربما استخدمته في المدرسة الثانوية) أداتين ممتازتين لضغط الفيديو مجانًا. كلاهما يُقلل حجم الملف بشكل رائع دون التأثير سلبًا على جودته. علاوة على ذلك، نظرًا لأن ضغط الفيديو يستهلك الكثير من الموارد، فمن الأنسب نقل هذه المهمة إلى جهاز الكمبيوتر المكتبي أو المحمول الأقوى بدلًا من تركه يُبطئ هاتفك أثناء تشغيله في الخلفية.
يُعد ضغط مقاطع الفيديو من أسهل وأهم الطرق لإدارة مساحة التخزين المحدودة في هاتف Android. في أغلب الأحيان، لن تتمكن حتى من معرفة الفرق في جودة الصورة، ولكنك ستلاحظ بالتأكيد تأثير ذلك على مساحة التخزين لديك.
ضغط الفيديوهات على الهاتف ليس مجرد خطوة تقنية، بل وسيلة ذكية للاستفادة القصوى من مساحة التخزين وتحسين تجربة الاستخدام. مع الأدوات الصحيحة، ستتمكن من الحفاظ على جودة مقاطعك ومشاركتها بسهولة، لتصبح إدارة ملفاتك أكثر بساطة وفعالية.
