توقعات المستخدمين من الأجهزة اللوحية ترتفع مع كل إصدار جديد، خصوصًا عندما يحمل الجهاز مواصفات قوية وسعرًا مرتفعًا. رغم ذلك، يكتشف البعض بعد الاستخدام أن التجربة لا تختلف كثيرًا عن الإصدارات السابقة، أو أن الميزات الجديدة لا تقدم تغييرًا حقيقيًا في حياتهم اليومية. هذا الشعور قد يتحول إلى إحباط عند إدراك أن الاستثمار الكبير لم يقدم القيمة المأمولة. فهم الأسباب التي تؤدي لهذا الشعور يساعد المستخدم على اتخاذ قرار أكثر واقعية قبل الإقدام على شراء جهاز جديد.

عندما أُعلن عن جهاز iPad Pro M5، كنتُ متحمسًا. كنتُ أبحث عن سببٍ لترقية جهاز iPad Pro M2 الخاص بي، ومع وعودٍ بتحسين أداء الذكاء الاصطناعي – الذي سيُدمج بشكلٍ أكبر في المنتجات المستقبلية – بدا لي ترقيةً جديرةً بالاهتمام.
كان جهاز iPad الحالي لا يزال يعمل بشكلٍ جيد، ولكن مع شريحة M5 والتحسينات التي أُدخلت بالفعل على تصميم طراز M4 وشاشته وأدائه، ظننتُ أن الترقية ستكون مُبررة. بعد استخدامي لجهاز iPad Pro M5 لفترة، أدركتُ أنه كان عليّ الاستمرار بجهاز iPad السابق وتوفير المال.
اضطررتُ لشراء جميع الملحقات الجديدة.
مع جهاز iPad السابق، استخدمتُ لوحة المفاتيح السحرية العائمة وقلم Apple Pencil من الجيل الثاني. كان لديّ أيضًا ملحقات أخرى، مثل غطاء وحامل مغناطيسيين من جهة خارجية، كنتُ أستخدمهما حسب العمل الذي أقوم به.
عندما اشتريتُ جهازي الآيباد الجديد، لم تكن أيٌّ من هذه الملحقات متوافقة. هذا يعني أنني اضطررتُ إلى إنفاق مبلغ إضافي على ملحقات جديدة، بالإضافة إلى تكلفة الآيباد نفسه.
لذا، اضطررتُ مع شرائي للجهاز إلى شراء الجيل الجديد من لوحة المفاتيح السحرية، التي كلّفتني 299 دولارًا، وقلم آبل بنسل برو، الذي كلّفني 129 دولارًا إضافية.
لحسن الحظ، تمكنتُ من الحصول على لوحة مفاتيح ماجيك مُجدَّدة بسعر أقل بأكثر من 100 دولار، وقلم آبل بنسل برو بخصم من وول مارت، كما تتوفر خيارات خصم للطلاب. مع ذلك، اضطررتُ إلى إنفاق المزيد من المال لأن ملحقات الجيل السابق لم تكن متوافقة.

ملحقات الجيل السابق غير متوافقة بسبب التغييرات في التصميم المادي والداخلي لجهاز آيباد. تطلب ترتيب الكاميرا الجديد والجسم الأرق إعادة ترتيب المكونات الداخلية، مما أدى إلى إعداد شحن جديد لقلم آبل، وتغيير موضع مغناطيسات لوحة المفاتيح لتتلاءم مع التصميم الأرق.
عندما قمتُ بترقية جهاز iPad Pro المزود بمعالج A12Z إلى إصدار M2، كانت الملحقات متوافقة، ما مكّنني من نقلها بسهولة من جهاز iPad إلى آخر. لكن هذا لم يكن الحال هذه المرة، مما جعل هذه الترقية أغلى من سابقاتها.
فرق الأداء ليس ملحوظًا.
على الرغم من أن الشريحة الداخلية أحدث بثلاثة أجيال من شريحة جهاز iPad السابق، إلا أنني لا ألاحظ فرقًا كبيرًا في سرعة جهازي. صحيح أنه أسرع قليلًا، لكن لم ألاحظ أي فرق يُذكر في طريقة استخدامي للجهاز.

أستخدم جهاز iPad لقراءة المحتوى على الإنترنت، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ولعب الألعاب على Apple Arcade، وكتابة المقالات – على سبيل المثال لا الحصر. ولأن هذه المهام أسهل على الجهاز، فأنا لا أستخدم الشريحة بكامل طاقتها.
بالنسبة لمحرري الفيديو، أو مصممي الجرافيك، أو من يستهلكون الكثير من الطاقة الداخلية في مهامهم، فمن المرجح أن يلاحظوا فرقًا كبيرًا بين M2 وM5. أما بالنسبة للمستخدم العادي مثلي، فلا أجد فرقًا.

مع أن هذا لا يُمثل ضربةً قويةً لجهاز iPad Pro الجديد، إلا أنه يُبرز أن تحديثات شرائح سلسلة M ليست ضروريةً بكثرة. وإذا كنت تستخدم جهاز iPad للمهام الأساسية فقط، فإن الطراز الأقدم أو أحد الخيارات الأقل تكلفةً في هذه المجموعة سيفي بالغرض.
تغييرات متعددة في الكاميرا
من أبرز التغييرات في جهاز iPad Pro، بدءًا من طراز M4، نقل الكاميرا الأمامية إلى الوضع الأفقي لتسهيل التقاط مكالمات الفيديو. فعندما يكون جهاز iPad في الوضع الأفقي، تُركز الكاميرا الآن عليك بدلاً من التقاط صورتك من اليسار.
يُعدّ وضع الكاميرا الجديد بمثابة منحنى تعلّم عند حمل جهاز iPad في الوضع الرأسي. فموضعها الجديد هو بالضبط المكان الذي أضع فيه إصبعي عند حمل الجهاز لقراءة المقالات أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
في أغلب الأحيان، عند القيام بهذه المهام، ينتهي بي الأمر بوضع إصبعي مباشرةً على عدسة الكاميرا، مما يترك آثارًا وبصمات أصابع، مما يعني أنني أحرص على مسحها باستمرار.

شخصيًا، لم أواجه أي مشكلة في وضع الكاميرا الأصلي، خاصةً عند تفعيل وضعية Center Stage، لكن الحركة منطقية. مع ذلك، استغرقني بعض الوقت لضبط وضعية إصبعي عند حمل جهاز iPad للقراءة.
بالإضافة إلى ذلك، أزالت Apple الكاميرا فائقة الاتساع من الجزء الخلفي لجهاز iPad Pro، مما أدى إلى تغيير تصميم الكاميرا الخلفية من عدستين إلى كاميرا واحدة. على الرغم من أنه يبدو أن هناك عدستين في الخلف، إلا أن الدائرة السفلية هي في الواقع ماسح ضوئي LiDAR يقيس المسافة بين الشاشة والأجسام المحيطة.

في حين أن قلة من الناس استخدموا الكاميرا فائقة الاتساع، إلا أنني استخدمتها، خاصةً عند التقاط صور غريبة لحيواناتي الأليفة عندما لم يكن هاتفي الآيفون معي. قد يكون هذا أيضًا بمثابة ضربة لمن يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو على أجهزة iPad، لأنه يحد من مرونتهم في تأطير اللقطات.
التصميم الأرق جميل، ولكن عندما يتعلق الأمر بميزاته، فإن التضحية به لا تبدو دائمًا جديرة بالاهتمام. لا يُعد فقدان الكاميرا فائقة الاتساع أمرًا حاسمًا للكثيرين، ولكنه يبدو بمثابة خطوة صغيرة إلى الوراء بالنسبة لمنتج لا يزال مصممًا للمهام الاحترافية وحالات الاستخدام.
جهاز iPad Pro M5 ليس مناسبًا لي
جهاز iPad Pro M5 ليس سيئًا على الإطلاق؛ فهو ببساطة غير مصمم لمستخدم مثلي. إنه مصمم للأشخاص الذين يتعاملون مع مهام ثقيلة تتطلب طاقة كبيرة، سواء كانت تحرير الفيديو أو مزج الصوت أو أي شيء بينهما.
عندما تخيلتُ نفسي مع جهاز iPad Pro الجديد، لم أُدرك في البداية تكلفة الترقية. صحيح أنني حصلتُ على رصيدٍ لاستبدال جهاز iPad القديم، لكن هذا الرصيد ينخفض مع كل دورة ترقية، وهذا سببٌ آخر لاختياري الجهاز الجديد.
بالنظر إلى الماضي، لم أكن أُحدّث جهاز iPad فحسب، بل كنتُ أُحدّث جهازي بالكامل، وهو أمرٌ مكلف. بالإضافة إلى ذلك، كان عليّ أن أُفكّر في كيفية التعامل مع ملحقاتي القديمة، إذ لا يُمكن استبدالها.

للأسف، تجاوزتُ فترة الإرجاع بكثير، وقد استبدلتُ جهازي الآيباد السابق، لذا لا مجال للتراجع. هذا لا يعني أنني غير راضٍ عن الجهاز. فهو لا يزال جهازًا لوحيًا قويًا ويؤدي كل ما أحتاجه، ولكن بالنظر إلى الماضي، لم تكن الترقية تستحق العناء، وكنتُ سأكون راضيًا بنفس القدر مع جهاز الآيباد برو M2.
كثير من المستخدمين يكتشفون أن قوة الجهاز وحدها لا تضمن تجربة أفضل إذا لم تتوافق مع طبيعة استخدامهم اليومية. المميزات المتقدمة قد تكون ضرورية للبعض، لكنها تظل إضافات غير مؤثرة بالنسبة لآخرين يستخدمون الجهاز للتصفح أو مشاهدة المحتوى. التفكير في الاحتياجات الفعلية قبل الشراء يمنح فرصة لاتخاذ قرار أكثر توازنًا وتجنب الشعور بعدم الرضا لاحقًا.


