رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على إصدار أول نسخة من نظام Windows، ما زالت بعض العناصر والميزات التي ظهرت في Windows 1.0 موجودة حتى في أحدث إصدارات Windows 11. قد تتغير التصاميم وتتطور الوظائف، لكن هناك مكونات أساسية لم تتغير كثيرًا، إما لأنها أثبتت فعاليتها أو لصعوبة التخلي عنها دون التأثير على تجربة المستخدم. في هذا المقال نستعرض أبرز هذه الأشياء التي ظلت صامدة رغم كل التحديثات التي مرّ بها النظام.
بناءً على كيفية حسابها، كان هناك 15 إصدارًا رئيسيًا من ويندوز، وقد أدى نظام التسمية غير المتسق من مايكروسوفت إلى أن يكون الإصدار الحالي من ويندوز هو ويندوز 11 – يا للعجب!
لقد تغير الكثير منذ الإصدار الأول من نظام التشغيل الرسومي هذا حتى اليوم، ولكن الكثير مما هو موجود في ويندوز 11 اليوم كان موجودًا منذ البداية، أو قريبًا منها. لذلك فكرتُ أنه من المثير للاهتمام الإشارة إلى بعض مكونات ويندوز الأساسية التي لم تتغير إلى حد كبير منذ أن أطلق العالم ويندوز 1.0 لأول مرة.
ملاحظة
أستخدم موقع pcjs.org لتشغيل الإصدارات القديمة من ويندوز مثل ويندوز 1.0، ويمكنك أنت أيضًا القيام بذلك. لا حاجة إلى برنامج خاص، ما عليك سوى زيارة الموقع واختيار الجهاز الافتراضي الذي يناسبك، ثم تجربة تجربة ويندوز على مر العصور.
6. لطالما كان ويندوز… ويندوز
قد يبدو هذا الملاحظة الأكثر وضوحًا، ولكن منذ البداية، كان لدى ويندوز نوافذ. في ويندوز 1.0، كانت التطبيقات المختلفة تعمل في نوافذها الخاصة، ويمكنها العمل في الوقت نفسه. لم يكن بإمكان ويندوز التداخل بعد، بل كانت تُعرض بشكل متجانب. أما في ويندوز 2.0، مع مساحة شاشة أكبر وتقنية رسومات أفضل، أصبح بإمكان النوافذ التداخل.
ومن الغريب أنه على الرغم من وجود التبليط منذ البداية، إلا أنه أصبح مفيدًا حقًا مع ظهور الشاشات عالية الدقة وميزات تحسين جودة الحياة، مثل التقاط النوافذ وقوالب التبليط السريعة.
5. الفأرة كجهاز إدخال أساسي
كان ويندوز 1.0 من أوائل أنظمة التشغيل التي صُممت بافتراض وجود فأرة متصلة. فبينما كانت العديد من تطبيقات MS-DOS تدعم الفأرة، كان ويندوز بحاجة إليها ليعمل على النحو المطلوب.
بالطبع، يمكنك استخدام ويندوز 1.0 وجميع الإصدارات اللاحقة منه بدون فأرة إذا لزم الأمر. اضطررتُ في إحدى المرات لاستخدام جهاز كمبيوتر ويندوز 95 بدون فأرة لمدة عام، لأن فأرتنا تعطلت، ولم نستطع شراء فأرة جديدة لفترة. ما زلت أستخدم اختصارات لوحة المفاتيح هذه حتى يومنا هذا.
مع ذلك، يُعد ويندوز مزعجًا مع لوحة المفاتيح فقط، واليوم من الأفضل تعزيز أدوات التحكم التي تعتمد على الفأرة ببعض اختصارات لوحة المفاتيح الممتعة. لقد بشّر عصر ويندوز ومنافسيه بعصر القوارض، ومن المرجح أن يستمر معنا لفترة.
4. أشرطة القوائم والقوائم المنسدلة
من أهم جوانب أنظمة التشغيل الرسومية المبكرة، مثل ويندوز 1.0، أنها وحدت طريقة عمل التطبيقات المختلفة التي أنشأها مطورو برامج مختلفون. في نظام DOS، كان لكل مطور تطبيقات رؤيته الخاصة حول كيفية عمل القوائم التي تعمل بالفأرة، على سبيل المثال. أما في ويندوز، فكان لدى معالجَي نصوص من مطورين مختلفين أشرطة قوائم وقوائم منسدلة تعمل بنفس الطريقة في جميع أنظمة التشغيل.
على الرغم من تجاربنا العديدة على الأشرطة والأشرطة الجانبية وقوائم الهامبرغر وغيرها، إلا أن بنية القائمة الرئيسية للتطبيقات في ويندوز اليوم لا تزال جوهريًا كما كانت في البداية.
3. تصغير وتكبير وإغلاق عناصر التحكم
في نظام Windows 1.0، كان بإمكانك تصغير وتكبير وإغلاق النوافذ باستخدام عناصر تحكم لم تكن مألوفة لمستخدمي Windows المعاصرين، ولكن بدءًا من Windows 2.0 وما بعده، أصبحت هذه العناصر أشبه بثلاثة أزرار نعرفها جميعًا ونحبها اليوم.
مع أن مايكروسوفت قامت بتضخيم هذه العناصر قليلًا بإضافة المزيد من الوظائف والخيارات، إلا أن عناصر التحكم الأساسية لإدارة النوافذ لا تزال كما هي، وأعتقد أن أي مستخدم Windows حديث يمكنه فهم Windows 1.0 في دقائق معدودة. في النهاية، كانت الميزة الرئيسية لأنظمة التشغيل الرسومية الجديدة هذه هي أنه لم يعد عليك أن تكون خبيرًا في الكمبيوتر يحفظ مجموعة من الأوامر لاستخدام الكمبيوتر.
مع وجود أزرار سهلة الاستخدام في كل نافذة، يمكنك الآن التنقل بين النوافذ بكفاءة، ومن المفارقات أنني شخصيًا أستخدم لوحة المفاتيح بشكل أساسي هذه الأيام للتنقل بين أسطح المكتب الافتراضية والتنقل بين النوافذ المفتوحة باستخدام Alt+Tab.
2. تعدد المهام
في نظام MS-DOS، عليك إغلاق برنامج للعمل على آخر. من أهم الابتكارات التي عززت الإنتاجية في Windows 1.0 إمكانية تشغيل تطبيقات متعددة في الوقت نفسه. بالطبع، بما أن أجهزة الكمبيوتر في ذلك الوقت كانت تحتوي على نواة وحدة معالجة مركزية واحدة فقط، كان “تعدد المهام” مجرد وهم. مع ذلك، كان المعالج يتنقل بين المهام بسرعة كبيرة، لدرجة أن جميع برامجك، من وجهة نظرك، كانت تعمل في الوقت نفسه.
والأهم من ذلك، أن هذا يعني أنه يمكنك التنقل بسرعة بين برامجك، ونقل البيانات بينها، وإبقائها مفتوحة وفي متناول يديك. بافتراض أن لديك ذاكرة كافية أو لا تمانع انتظار نقل البيانات من وحدة التخزين الثانوية. اليوم، يُعد Windows 11 نظامًا متعدد المهام، حيث يُشغّل مئات أو آلاف العمليات في الخلفية، وبالطبع، بفضل تقنيات مثل Hyperthreading ووحدات المعالجة المركزية متعددة الأنوية الضخمة، لم يعد تعدد المهام حيلة ذكية. جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يعمل بنظام Windows يحتوي على 24 نواة!
1. المفكرة، الرسام، والآلة الحاسبة
مع نظام MS-DOS، لم تكن تحصل على شيء سوى التطبيقات الأساسية اللازمة لتشغيل الكمبيوتر وتشغيل البرامج. خذ على سبيل المثال أدوات مساعدة مثل CHKDSK أو FORMAT. في Windows 1.0، أضافت مايكروسوفت مجموعة من البرامج ذات القيمة المضافة إلى نظام التشغيل نفسه. من أبرزها المفكرة، والرسام، والآلة الحاسبة.
ومنذ ذلك الحين، تضمنت جميع إصدارات Windows هذه التطبيقات، ولا تزال مفيدة ويستخدمها ملايين الأشخاص بنشاط على الرغم من محاولات جهات خارجية لتقديم بدائل. لطالما استخدمتُ برنامج الرسام في جميع إصدارات Windows لتحرير الصور بشكل أساسي، وما زلتُ أحرر لقطات الشاشة وأضيف التعليقات التوضيحية إليها حتى اليوم. أما الآلة الحاسبة؟ لقد أصبحت أكثر تطورًا مع مرور الوقت، والآن يمكنك الحصول على آلة حاسبة علمية ورسومية متكاملة مع Windows. لا تزال الآلة الحاسبة الرسومية جهازًا باهظ الثمن حتى يومنا هذا!
أعتقد أننا لا ندرك حقًا القيمة التي تضيفها هذه التطبيقات الصغيرة إلى نظام ويندوز، وخاصةً برنامج MS Write، الذي استُبدل لاحقًا ببرنامج MS WordPad في نظام ويندوز 95. كانت هذه المعالجات النصية البسيطة أكثر من كافية لي لإكمال مشاريعي وواجباتي المدرسية دون الحاجة لشراء برامج مكتبية باهظة الثمن من عائلتنا.
مع أن الكثير من الخبرة الأساسية في ويندوز لا تزال كما هي، إلا أن ما يخبئه المستقبل يبقى لغزًا. من الواضح أن أنظمة تشغيل سطح المكتب الشائعة الأخرى تبدو وتعمل الآن بنفس الشكل تقريبًا. لقد “استعار” ويندوز الكثير من نظام ماك، والعكس صحيح أيضًا. اليوم، تتنافس توزيعات لينكس وكروم أو إس على نفس المجالات. هل سيظل ويندوز موجودًا بعد عقد من الزمن؟ لا أستطيع الجزم بذلك، ولكن إذا ظهر ويندوز 12 أو 13 أو 100، أراهن أنه سيظل يحتوي على برنامج الرسام!
تطورت واجهة Windows بشكل هائل من نسخة 1.0 إلى Windows 11، لكن بعض المكونات الأساسية بقيت حاضرة، تؤكد على استمرارية التصميم وسهولة الاستخدام. سواء كنت من مستخدمي ويندوز منذ التسعينات أو بدأت تجربتك مؤخرًا، فربما لم تنتبه أن بعض العناصر اليومية تعود لعقود مضت. الحفاظ على هذه التفاصيل لا يأتي من فراغ، بل يعكس مدى تأثيرها في تشكيل تجربة استخدام مألوفة ومستقرة.
إذا لاحظت مكونات أخرى ما زالت كما هي، فشاركنا بها في التعليقات.
